بما تستمر حالة الاضطراب السياسي في مصر لبعض الوقت وسط التحول الفوضوي نحو الديمقراطية وفي حين لم تزل نتيجة الصراع على السلطة بهذا البلد غير واضحة، وفقا لخبراء أمريكيين.
وقعت مصر في الوضع الحالي بعدما فاز مرشح جماعة الأخوان المسلمين محمد مرسي بأول انتخابات رئاسية ديمقراطية حقيقية في تاريخ البلد العربي والتي جرت الشهر الماضي وأدت إلى صراع على السلطة ينحصر بشكل أساسي بين الأخوان المسلمين والمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وفي هذا السياق، قال كامران بوخاري، نائب رئيس قسم الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مؤسسة ((ستراتفور)) للأبحاث الجيوسياسية، قال إن الصراع على السلطة في مصر قد يستمر لسنوات.
وصرح واين وايت، الباحث في معهد الشرق الأوسط با
ايات المتحدة، صرح بأن الصراع ربما يستمر لعام آخر، مضيفا أن وجود أطراف متعددة - وليس فقط الجيش والإسلاميين - يضيف إلى حالة عدم اليقين.
وأضاف وايت، وهو أيضا النائب السابق لمدير مكتب المعلومات والأبحاث التابع لقسم دراسات الشرق الأدنى وجنوب آسيا بوزارة الخارجية الأمريكية، أضاف قائلا "لا نتعامل مع مجموعتين فحسب - إسلاميون وعسكريون - وإنما مع عدد من الأحزاب المدنية فضلا عن المسيحيين الذين يشعرون بالذعر من سيطرة الإسلاميين على الرئاسة والسلطة التشريعية".
كما ذكر أن السلطة القضائية في مصر تعد مناهضة للإسلاميين ولكنها في الوقت نفسها لا تتفق في كثير من الأمور مع العسكريين.
وأشار وايت أيضا إلى أن هناك كتلة بيروقراطية ضخمة في مصر يسيطر عليها موظفون من حقبة الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهم بشكل عام مؤيدون للعسكريين سوف يعرقلون تنفيذ الاصلاحات الادارية التى يطبقها مرسي.
--- ا
ايات المتحدة تمد يدها بحرص:
مدت ا
ايات المتحدة يدها للإخوان المسلمين خطوة بخطوة مع تطور الوضع وكان بشكل حريص، على حد قول بوخاري.
وأضاف المحلل أن ا
ايات المتحدة بعثت وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون في نهاية الأسبوع الماضي إلى مصر للتأكد من مواقف الأخوان المسلمين تجاه إسرائيل.
وأردف بوخاري قائلا "أظن أن ا
ايات المتحدة حصلت على تطمينات ... ولكن كل شئ جديد، ولا أظن أن السياسة الخارجية تحت قيادة الأخوان المسلمين تمثل مثار قلق حالي لواشنطن في هذه المرحلة لأن الرئيس (المصري) لا يملك السلطة الكاملة في الواقع".
كما أن ا
ايات المتحدة ما تزال تفرض بعض النفوذ على الدولة المتأزمة الواقعة في شمال أفريقيا.
وأشار وايت إلى أن الأمريكيين غالبا ما يعترضون على كمية المساعدات المقدمة إلى مصر، ولكن هذه المساعدات مستمرة منذ وقت طويل وربما باتت شيئا معترف به.
وتابع وايت قائلا "إذا كان بإمكان ا
ايات المتحدة طرح مزيد من النقود على الطاولة ربما يختلف الأمر ... ولكن النقود الإضافية التي تقدم (إلى مصر) تقل عن 300 مليون دولار أمريكي، وهذا المبلغ يعد نقطة في بحر بالنظر إلى المشكلات الاقتصادية المروعة التي تواجه مصر".
--- العلاقات المصرية الإسرائيلية تبقى متينة حتى الآن:
قال ديفيد بولوك، الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن هناك كثيرا من الأسئلة العالقة حول كيفية إدارة الأخوان المسلمين العلاقات بين مصر وإسرائيل على الرغم من أنه في الوقت الراهن من غير المرجح أن تحدث تغيرات كبيرة.
ولكن، على حد قول بولوك، ما يزال مستقبل العلاقات على الأمد البعيد غير واضح إذ أظهر الأخوان المسلمون أنه بالإمكان تغيير رأيهم بدون تحذير مسبق، في إشارة إلى وعد حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الأخوان المسلمين بعدم تقديم مرشح في انتخابات الرئاسة.
وأشار خبراء آخرون إلى أن الأخوان المسلمين يدعون إلى إعادة تقييم معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل، فيما لا يزال المجلس الأعلى للقوات المسلحة عازما على التمسك بالمعاهدة لأنه ليس في وضع يخول له التعاطي مع أي انتقام إسرائيلي محتمل من مصر على سبيل المثال توغل عسكري إسرائيلي في سيناء.